دمشق في19\ 9\2014
اننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, , ندين ونستنكر اشتداد وتيرة العنف المسلح الدموي في مختلف المناطق السورية عموما وفي المناطق الكوردية خصوصا, عبر استخدام أبشع اساليب العنف والاجرام بحق الانسانية. حيث أن هذه الممارسات والإجراءات اللاإنسانية أصبحت تتخذ أشكالا واضحة من الاضطهاد والتطهير العرقي. وكان اخطرها ما يحدث منذ خمسة ايام وحتى الان, في ريف مدينة كوباني “عين العرب”-ريف حلب, حيث يتم ارتكاب جرائم ابادة جماعية بحق المواطنين الكورد السورين, على يد مسلحي ما يسمى ب”تنظيم الدولة الاسلامية” وهم يمارسون افظع واشنع الأفعال بحق الانسانية, من القصف بالمدفعية وبالدبابات واستهداف المدنيّين من عمليات قتل وإعدامات عشوائية وذبح وقطع للرؤوس وتمثيل بالجثث وخطف النساء والاطفال ونهب للممتلكات وتهجير الالاف, ومازال الآلاف من الكرد السوريين مجهولي المصير ، فقد عمد مسلحي “تنظيم الدولة الاسلامية” بعد الاعمال التخريبية التي قاموا بها ضد سكان القرى الكردية,من خلال تهجيرهم واختطاف بعضهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وتخريبها ونهبها وتدميرها والعبث بها, وقاموا بإحراق واتلاف جميع ما يدل على ان هده الاماكن كان يقطنها بشر, في جريمة متواصلة من التطهير العرقي بحق الاكراد السوريين, ترتقي الى مصاف الجرائم الجنائية الدولية, فما يقوم به مسلحو ما يسمى ب”تنظيم الدولة الاسلامية”, ظاهرة تتفرد بكل سمات الهمجية والبربرية .
وكانت نتائج المواجهات المسلحة المتواصلة ,وغير المتكافئة ,استيلاء مقاتلو ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية والمدعومين بالأسلحة الثقيلة بما في ذلك الدبابات على ما يتجاوز الثلاثين قرية من القرى الكردية غرب مدينة عين العرب “كوباني”. ونذكر بعض اسماء القرى التي تشردت منها المواطنين الأكراد السوريين:
بغديك-بير عرب-سرزوري- قرفل حاج فاضل- كوشكار-قز علي-خربي سرونج-بير كيتك- دنييك- قرفل- قرطل- دكرمان وقرى اخرى , وقد اتجه اغلب الموطنين صوب مدينة كوباني”عين العرب”, وكما أن السلطات التركية منعت دخول النازحين الكورد الفارين من قصف داعش الى الحدود الشمالية لسورية.
إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ، إذ نعلن عن تضامننا الكامل مع أسر الضحايا والمتضررين, ونتوجه بالتعازي القلبية والحارة لجميع من سقطوا, متمنين لجميع الجرحى الشفاء العاجل، ومسجلين إدانتنا واستنكارنا لجميع ممارسات العنف والقتل والاغتيال والاختفاء القسري أيا كانت مصادرها ومبرراتها وبالأخص ما يرتكبه مسلحو ما يسمى ب”تنظيم الدولة الاسلامية”, في مختلف المناطق السورية, واخطرها في المدن والقرى الكردية. كما نناشد جميع الأطراف المعنية الإقليمية والدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه شعب سوريا ومستقبل المنطقة ككل، ونطالبها بالعمل الجدي والسريع للتوصل لحل سياسي سلمي للازمة السورية وإيقاف نزيف الدم والتدمير.
وإننا ندعو للعمل على:
1) الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والقتل ونزيف الدم في الشوارع السورية عموما, وفي المناطق الكردية خصوصا, آيا كانت مصادر هذا العنف وتشريعاته وآيا كانت أشكاله دعمه ومبرراته.
2) الوقف الفوري لكافة الممارسات العنصرية والقمعية التي تعتمد أساليب التطهير العرقي بحق الأكراد السوريين.
3) العمل الشعبي والحقوقي من كافة مكونات المجتمع السوري, وخصوصا في المناطق ذات الأغلبية الكردية, من اجل مواجهة وإيقاف المخاطر المتزايدة جراء الممارسات العنصرية التي تعتمد التهجير القسري والعنيف من اجل إفراغ المناطق الكردية من سكانها الأصليين, والوقوف بشكل حازم في وجه جميع الممارسات التي تعتمد على تغيير البنى الديمغرافية تحقيقا لأهداف ومصالح عرقية وعنصرية وتفتيتيه تضرب كل أسس السلم الأهلي والتعايش المشترك.
4) وكون القضية الكردية في سوريا هي قضية وطنية وديمقراطية بامتياز،ورمزا أساسيا للسلم الأهلي والتعايش المشترك, ينبغي دعم الجهود الرامية من أجل إيجاد حل ديمقراطي وعادل على أساس الاعتراف الدستوري بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي، ورفع الظلم عن كاهله، وإلغاء كافة السياسات التمييزية ونتائجها، والتعويض على المتضررين ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباٍ، بما يسري بالضرورة على جميع المكونات السورية والتي عانت من سياسيات تمييزية متفاوتة.
5) تلبية الاحتياجات الحياتية والاقتصادية والإنسانية للمدن المنكوبة وللمهجرين داخل البلاد وخارجها، وإغاثتهم بكافة المستلزمات الضرورية.
6) قيام المنظمات والهيئات المعنية بالدفاع عن قيم المواطنة وحقوق الإنسان و النضال السلمي، باجتراح السبل الآمنة وابتداع الطرق السليمة التي تساهم بنشر وتثبيت قيم المواطنة والتسامح بين السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، على أن تكون ضمانات حقيقية لصيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن لجميع أبنائه بالتساوي دون أي استثناء.
7) واننا نتوجه الى المجتمع الدولي ,الذي تبنى قرار مجلس الامن الدولي الجمعة15\8\2014 الذي صيغ تحت الفصل السابع باستهداف “الاسلاميين المتطرفين” في سوريا والعراق, بتجاوز التقنيات التقليدية المعتمدة لمكافحة الإرهاب والقائمة على استعمال القوة على غرار الضربات الجوية التي تستهدف مناطق عمل المجموعات الإرهابية، وتصفية قادتها وأعضائها، والدخول في معارك مباشرة مع أنصارها، واتخاذ خطوات قسرية جماعية بحقّ أتباعها المحتملين, فهذا الاسلوب في مواجهة الدولة الإسلامية, يجب ان يتكامل مع تطوير الأساليب المعتمدة لمكافحة الإرهاب في التعاطي مع هذا النوع من الإرهاب المتطوِّر. فالتدخل الخارجي لن يساعد في المعركة ضد الدولة الإسلامية. يجب على المجتمع الدولي أن يصبّ جهوده على الكشف عن الاسس والمنطلقات للدولة الإسلامية ,وتعرية روايتها المفضّلة بالخلافة الاسلامية وضرورتها لشعوب المنطقة من اجل تطورها وتنميتها. وذلك عبر توضيح أعمال المجموعة الإرهابية والإجرامية للمجتمعات المحلية. كما ينبغي تفكيك رواية التنظيم عبر الإضاءة على عدم تطابق عقيدته مع قيم الإسلام. ويجب إبطال سلوك الدولة الإسلامية كما لو كانت دولة قائمة بحد ذاتها.
دمشق في19\ 9\2014
المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية
1) لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية ( ل.د.ح )
2) المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سورية ( DAD )
3) المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية
4) اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد ).
5) منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سورية-روانكة
6) المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية .
7) منظمة حقوق الإنسان في سورية – ماف