دمشق في 10\10\2014
منذ ما يقارب الشهر وحتى الان, مازالت مدينة كوباني “عين العرب “بريف حلب, تواجه الهجوم العسكري من قبل ما يسمى “بتنظيم الدولة الاسلامية-داعش”, من اجل احتلالها وتفريغها من السكان الكورد السوريين, عبر استخدام أبشع اساليب العنف والاجرام بحق الانسانية, من القصف بالمدفعية وبالدبابات واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا, واستهداف المدنيّين العزل بمختلف صنوف وانواع الاسلحة الفردية والثقيلة, ونزوح ما يقارب من ال300الف مواطن كردي سوري, هربا وخوفا من فظاعة وشناعة الافعال بحق الانسانية من عمليات قتل وإعدامات عشوائية وذبح وقطع للرؤوس وتمثيل بالجثث وخطف النساء والاطفال ونهب للممتلكات وإحراق واتلاف جميع ما يدل على ان هده الاماكن كان يقطنها بشر, ومازال الآلاف من الكرد السوريين مجهولي المصير. في جريمة متواصلة من التطهير العرقي بحق الاكراد السوريين, ترتقي الى مصاف الجرائم الجنائية الدولية, فما يقوم به مسلحو ما يسمى ب”تنظيم الدولة الاسلامية-داعش”, ظاهرة تتفرد بكل سمات الهمجية والبربرية .
علاوة على كل ذلك ,فمازالت السلطات التركية تمنع وتعرقل دخول الفارين والنازحين الكورد السوريين, وتقوم باعتقال واحتجاز الآلاف في اماكن لا تليق بمعيشة أي انسان, وقد تلقينا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, انياء عن قيام السلطات التركية باحتجاز حوالي ال750 مواطنا كرديا سوريا في شروط إنسانية سيئة وذلك في مدرسة فنية بقرية كور علي الحدود التركية
وكان هؤلاء قد دخلوا إلى تركيا عن طريق المدخل الحدودي المتاخم لمدينة كوباني وبموافقة السلطات التركية إلا أنهم تفاجأوا ان السلطات حملتهم بشاحنات محمية بالجنوب الأتراك واقتيدوا إلى تلك المدرسة المهجورة، واتهامهم بانهم من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الموالي لحزب العمال الكردستاني ,وسيتم احالتهم إلى محاكم عسكرية ,بالرغم من ان القسم الاكبر من المحتجزين هم من الاطفال والنساء وكبيرين في السن, ومن بين المحتجزين زميلنا عضو مجلس إدارة اللجنة الكردية لحقوق الإنسان الراصد ،المحامي الأستاذ عويس خليل وهو من مواليد كوباني1962 وهو محامي وناشط في مجال حقوق الإنسان ,واحتجاجا على ظروف الاحتجاز السيئة أعلن المحتجزون إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ اربعة ايام ,ومازالوا مستمرين بالإضراب.
إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، ندين ونستنكر الاحتجاز التعسفي وغير المبرر بحق المواطنين الكورد السوريين,وإذ نبدي قلقنا البالغ وتخوفاتنا الشديدة على حياة المواطنين الكورد السوريين المهجرين والفارين من جحيم ووحشية مسلحيمن تنظيم ما يسمى” بالدولة الاسلامية- داعش“,الى جحيم السلطات التركية واحتجازهم واعتقالهم تعسفيا, ومعاقبتهم لانهم فروا وبقوا احياء.وإننا نرى في استمرار احتجازهم في ظروف سيئة, هي ممارسات لا انسانية وتشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق والحريات الأساسية التي كفلتها جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بذلك.وخاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية, و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, والقانون الدولي العام والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, إذ نؤكد على تضامننا الكامل مع ،زميلنا المحتجز المحامي عويس خليل ومعه جميع المحتجزين ، متمنين حياة آمنة لجميع اللاجئين والفارين من الكورد السوريين ، ومسجلين إدانتنا واستنكارنا لجميع من يحاول التجارة والاستثمار بحياة وروح السوريين ,واننا نعلن ما يلي:
1) الوقف الفوري لاحتجاز المواطنين الكورد السوريين اللاجئين والفارين, أيا تكن مبررات ذلك, وإطلاق سراح كافة المحتجزين ودون قيد او شرط
2) مناشدة جميع الأطراف المعنية الإقليمية والدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين الكورد السوريين, ومستقبل المنطقة ككل، ونطالبها بالعمل الجدي والسريع للتوصل لحل سياسي سلمي للازمة السورية وإيقاف نزيف الدم والتدمير.
3) دعوة جميع الأطراف الدولية من اجل العمل سريعا, وممارسة مختلف الضغوط على ما يسمى بمسلحي “تنظيم الدولة الإسلامية-داعش”,من اجل الانسحاب من كوباني وجميع القرى المحيطة بها.
4) حتى يحين وقف القتال وإيجاد حل آمن, نناشد جميع الهيئات الدولية والمنظمات الانسانية من اجل ممارسة الضغوط على الحكومة التركية بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والحفاظ على حياة أولئك الذين يقدمون المساعدة لهم.
5) إن معاناة المواطنين السوريين، الفارين قسرا من جحيم الحرب في بلادهم، مسؤولية إنسانية وأخلاقية وحقوقية، يتحملها المجتمع الدولي، ومراعاة ما يعانيه الكورد السوريين من مآسي ودمار وخراب، حيث إن اللاجئين السوريين يعيشون في وضع مأساوي، خاصة وأن معظم هؤلاء اللاجئين هم من النساء والأطفال.
6) إن الدولة التركية كدولة مضيفة معنية بشكل مباشر بضرورة احترام الاتفاقية الدولية الخاصة بحماية اللاجئين، التي اعتمدتها الأمم المتحدة للمفوضين، بشأن اللاجئين وعديمي الجنسية خلال مؤتمرها في يوليوز 1951، ولا سيما المادتين 31 و33 منه. ولذلك فالحكومة التركية مطالبة بمزيد من المجهودات لتأمين الحماية والرعاية اللازمتين للاجئين الكورد السوريين، احتراما لتعهداتها القانونية والإنسانية، إزاء المنتظم الدولي، وتفعيلا لالتزاماتها بشأن تسوية وضعية المهاجرين.
7) أن مسؤولية اللاجئين الكورد السوريين تقع على الأمم المتحدة, والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل التدخل لحماية اللاجئين في أي دولة من دول العالم التي يلجأ إليها المهجرون من سوريا،وإن معاقبة اللاجئين بسبب دخولهم البلاد بصورة غير شرعية يتعارض مع نص وروح القانون الدولي لاسيما المادة (31) من اتفاقية اللاجئين التي تنص على عدم معاقبة اللاجئ بسبب دخوله البلاد بصورة غير شرعية، إذا كان دخوله قد جاء مباشرة من مكان يتعرض فيه للخطر والتهديد، كما هو الحال في كوباني”عين العرب” في سورية.
دمشق في 10\10\2014
المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية
1) منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سورية-روانكة
2) اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد ).
3) المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية
4) المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سورية ( DAD )
5) المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية .
6) منظمة حقوق الإنسان في سورية – ماف
لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية ( ل.د.ح )