ندوة حول الاندماج في سوق العمل تنظّمها “ماف” في إيسن

في إطار جهودها لتعزيز وعي المهاجرين بقضايا الاندماج وفرص العمل، نظّمت منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف ندوة بعنوان “الاندماج في سوق العمل”، قدّمها المحاضر ملو الحسن في قاعة جمعية هيلين بمدينة إيسن، بحضور مجموعة من المهتمين بقضايا الاندماج، إضافة إلى عدد من المهاجرين الباحثين عن فرص العمل في المجتمع الجديد.

افتتح المحاضر حديثه بالتأكيد على أن الاندماج لا يقتصر فقط على تعلم اللغة أو الإلمام بالثقافة المحلية، بل هو عملية أكثر شمولاً ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدخول الفعلي إلى سوق العمل. فإتقان اللغة وفهم ثقافة المجتمع المضيف يُعدّان بوابة أساسية، لكن الغاية الأهم من ذلك تكمن في تحقيق مشاركة فعالة في الحياة الاقتصادية، والمساهمة في دفع عجلة التنمية، ورفع المستوى المعيشي سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.

تناول المحاضر الآليات المتبعة في ألمانيا لتسهيل اندماج المهاجرين في سوق العمل، مسلطًا الضوء على برامج التأهيل والتدريب المتاحة، والمسارات المهنية التي يمكن اتباعها، وكيفية استثمار المهارات السابقة في بيئة العمل الجديدة. كما أشار إلى أهمية التعرف على القوانين المنظمة لسوق العمل، وأساليب البحث عن فرص وظيفية ملائمة، والاستفادة من المؤسسات التي تقدم الدعم في هذا المجال.

ولإضفاء بعد عملي على الندوة، تم استعراض نماذج ناجحة لمهاجرين استطاعوا تجاوز تحديات الاندماج وحققوا إنجازات في مختلف القطاعات. فهناك من برع في ريادة الأعمال، ومن شقّ طريقه في مجالات الطب والهندسة والتكنولوجيا، وآخرون وجدوا فرصًا مهنية جديدة عبر التدريب وإعادة التأهيل.

شهدت الندوة تفاعلاً ملحوظًا من الحضور، الذين طرحوا أسئلة حول تجاربهم الشخصية في البحث عن عمل، والمعوقات التي واجهتهم، وسبل تحسين فرصهم الوظيفية. وقد شكّل الحوار المفتوح فرصة للإجابة على استفسارات المشاركين ومشاركة تجارب ناجحة يمكن أن تلهم الآخرين.

استمرت الندوة لمدة ساعتين، تخللتها نقاشات موسّعة حول تحديات سوق العمل، ودور المؤسسات الرسمية والمجتمعية في دعم المهاجرين، إضافة إلى سبل الاستفادة من التجارب الناجحة في تحقيق اندماج حقيقي ينعكس إيجابيًا على الأفراد والمجتمع ككل.