
في ظل التطورات الرقمية المتسارعة والاعتماد الكبير على الإنترنت في مختلف مجالات الحياة، برزت أهمية حماية البيانات الشخصية كضرورة ملحة لضمان سلامة الأفراد ومصداقية المعلومات. أقام الخبير سرخبون عثمان ورشة عمل متميزة تناولت موضوع حماية البيانات، مسلطًا الضوء على خصوصية البيانات الشخصية وضرورة الحفاظ عليها.
بدأ المحاضر بتوضيح أن لكل فرد حقًا أساسيًا في الحفاظ على خصوصية معلوماته الشخصية، وأن التعدي على هذا الحق لا يقتصر على خرق الثقة فقط، بل يُعرض المخالف للمساءلة القانونية بمختلف أشكالها. تحدث عن أهمية الوقوف عند أهم بيانات الخصوصية التي لا يجوز نشرها، مؤكدًا أن هذه البيانات تشمل معلومات حساسة قد تؤثر بشكل مباشر على حياة الفرد، مما يستدعي الحرص في تداولها أو كشفها دون إذن مسبق.
تميزت الورشة بطابعها العملي والنظري في آن واحد، حيث تطرق الخبير إلى الإطار القانوني الذي يحمي خصوصية البيانات، وكيف يمكن للأفراد والمؤسسات الالتزام به لضمان سلامة معلوماتهم. كما تناولت الورشة أثر التوعية والثقافة الرقمية في تقليل المخاطر المرتبطة بتسريب البيانات، مستعرضًا أمثلة من الحياة العملية توضح كيفية التعامل مع البيانات الحساسة في مختلف البيئات مثل البيت، المدرسة، مكان العمل، وحتى الأماكن العامة.
على مدار الجلسة التي استمرت ثلاث ساعات، شمل اللقاء حوارًا مفتوحًا تفاعل فيه الحضور بشكل كبير مع المحاضر. كانت المناقشات مليئة بالأسئلة والاستفسارات التي تناولت كيفية حماية البيانات الشخصية بفعالية، وتبادل الخبرات حول التحديات التي يواجهها الأفراد في ظل التحولات الرقمية الراهنة. أسهم الحوار في إثراء الورشة بأفكار عملية وتوجيهات واضحة حول تطبيق مفاهيم حماية البيانات في الحياة اليومية والمهنية.
اختتم الخبير ورشة العمل بالتأكيد على أن حماية البيانات ليست مجرد إجراء تقني أو قانوني، بل هي ثقافة يجب أن تتبناها المجتمعات لتعزيز الثقة والشفافية في العصر الرقمي. ورأى أن نشر الوعي وتبني الممارسات الصحيحة يعدان السبيل الأمثل لمواجهة المخاطر المرتبطة بنشر البيانات الحساسة، وتحقيق بيئة رقمية آمنة ومستدامة للجميع.
المحاضر: سرخبون عثمان
المكان: جمعية هيلين
التاريخ: 16 يونيو 2024