
منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف وفي إطار جهودها المتواصلة لتعزيز الوعي البيئي بين المهاجرين، نظمت ورشة عمل مميزة تناولت موضوع “البيئة الجديدة في المهجر” وقدّمها الخبير سيامند ميرزو. جاءت الورشة لتسلط الضوء على أهمية تبني ثقافة بيئية شاملة تتجاوز مجرد المبادرات التقليدية لزرع الأشجار، لتشمل الحفاظ على البيئة الطبيعية من خلال الوعي المستمر والتفاعل الجماعي في مختلف ميادين الحياة.
محاور الورشة
بدأ المحاضر بتوضيح أن حماية البيئة ليست مسؤولية مقتصرة على الجهات الرسمية فحسب، بل هي مهمة فردية ومجتمعية تتشكل من ثقافة يبدأ تأسيسها في البيت وينتقل عبر المدرسة، الشارع، الحدائق، الغابات، ومكان العمل. أكّد سيامند ميرزو أن التحديات البيئية في المهجر تتطلب نظرة شاملة تُعنى بكل جوانب الحياة، إذ أن إساءة معاملة البيئة أو التلوث لا تأتي من فراغ بل تنطلق من سلوكيات يومية يمكن تغييرها بالتوعية والالتزام.
أهمية الثقافة البيئية
سلّط المحاضر الضوء على أن الطبيعة تعد مصدر جمال وحياة، وأن الحفاظ عليها يتطلب تبني ثقافة تحترمها وتعمل على حمايتها. فقد شهدت السنوات الماضية حملات واسعة لزرع الأشجار، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في حماية الموارد الطبيعية القائمة من التلوث والإساءة، وذلك عبر بناء وعي بيئي يبدأ من الصغر ويستمر طوال الحياة.
أثر الثقافة البيئية في المجتمع
تطرق سيامند عبدالله إلى كيفية انتشار ثقافة الحفاظ على البيئة وتأثيرها في مختلف مكونات المجتمع. فهو يرى أن حماية البيئة تبدأ من المنزل، حيث يتعلم الأطفال أهمية الطبيعة، ثم تمتد هذه الثقافة إلى المؤسسات التعليمية والبيئات العامة. هذا التبني المستمر يؤدي إلى تكوين مجتمع قادر على مواجهة تحديات التلوث، وتحقيق استدامة الموارد الطبيعية في الحياة اليومية.
العرض التفاعلي والنقاش
على مدار ثلاث ساعات، تخللت الورشة جلسات حوارية تفاعلية جمعت الحضور، حيث تمت مناقشة القضايا البيئية والتحديات التي تواجه المهاجرين في بيئتهم الجديدة. تضمن الحوار استعراض نماذج ناجحة ومبادرات مجتمعية تُظهر كيف يمكن تحويل الوعي البيئي إلى ممارسات عملية تسهم في الحفاظ على جمال الطبيعة ورفاهية المجتمع. تفاعل المشاركون بفاعلية، مقدمين اقتراحات وأفكاراً تدعو إلى دمج حماية البيئة في الحياة اليومية عبر الحملات التوعوية والمبادرات المحلية.
ختام الورشة
اختتم سيامند عبدالله الورشة بتأكيده على أن تعزيز الثقافة البيئية هو استثمار في مستقبل أكثر استدامة. وأوضح أن مسؤولية حماية البيئة تقع على عاتق الجميع، وأن تغيير السلوكيات اليومية يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية ملموسة في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين جودة الحياة.
بهذا اللقاء، أبرزت الورشة أهمية الجمع بين المعرفة والتطبيق العملي، مما يشكل خطوة نوعية نحو بناء مجتمع واعٍ يسعى دومًا لتحقيق التوازن بين التنمية وحماية البيئة.
التاريخ: 11 فبراير 2024
المنظمة: منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف
المحاضر: سيامند عبدالله، خبير حماية البيئة ونائب رئيس منظمة حماية البيئة “كسكايي” (تأسست عام 2004)